اكتب قصتك

كورنيش الاسكندرية 17-6-2020

كل انسان له احتياجات اساسية للحياه كما قال العالم النفسى الامريكى ابراهام مازلو فى عام 1943. حيث رتب هذه الاحتياجات فى تسلسل هرمى على حسب الاهمية. من ضمن هذه الاحتياجات هو احتياج الاحساس بالإنتماء وهو ما يمكن التعيبر عنه بطرق مختلفة على حسب طبيعة ونوع هذا الإنتماء. فمثلا من ابسط انواع الانتماء هو الإنتماء لمجموعة من الناس يتشاركون نفس المكان بجميع معطياته فى نفس الوقت او في فترات متتالية، والتى تقوم بدورها بتشكيل هذه المجموعة واكسابها سمات معينة تمييزها عن غيرها من المجموعات التى تسكن اماكن اخرى مختلفة. وهو ما ينتج عنه ما يطلق عليه الثقافة العامة للمجتمع

من خلال تجرتي الشخصية يمكني ان اضيف الى الاحتياجات الاساسية للانسان عامل مهم وهو الرغبة الدائمة فى التعبير عن النفس. فما اسعد الشخص عندما تترك له الفرصة ليتكلم ويحكى. كل منا يحب ان يتكلم وان يعبر عما يجول بداخله، وكل منا له اسلوبه الخاص فى التعبير. فمنا من يرسم ومنا من يكتب و منا من ينحت، ومنا من يعمل على ترك ذكرى تخلده، اما جيدة او سيئة. لكن فى النهايه كلنا نتشارك فى شئ واحد وهو رغبتنا فى التعبير. وكإننا بذللك و سواء عن وعى او عدم وعى، نريد ان نقول للاحقينا: انظروا! لقد كنا هنا، وهذى هى اثارنا التى تركناها لكم والتى ستؤثر فى حياتكم. و النتيجة الفرضية لهذه التجربة هى ان كل مجموعة عاشت او تعيش فى مكان ما تترك اثر مختلف تضيفه الى ما تركته المجموعة السابقة لها، مخلفين بذلك ارث كبير لمن سيأتى ويخلفها، هذا الارث هو ما يطلق عليه التراث. ولكن…!!! ماذا يحدث ان جائت فى فترة ما مجموعة لم تعمل على ترك اى اثر، مجموعة لم تهتم بتسجيل اضافتها للموروثات. هذه المجموعة تصبح مجموعة مستهلكة للتراث. والذى ينتج عنه فراغ زمنى وثقافى وكأن هذه المجموعة لم تكن موجودة. ليس هذا فقط، ولكن لأن هذه المجموعة لم تعمل على انتاج تراث جديد يضاف لما ورثته، فهى تعمل على استهلاك واستنزاف ما تملك. وهو ما يترك الأجيال اللاحقة فقيرة الى المورثات، فقد حرمتها سابقتها من نصيبها. ان مثل هذا المجموعات ينساها التاريخ ولا يذكرها وتصبح فترة اضمحلال

لذلك كان الهدف من فكرة ” اكتب قصتك من الاسكندرية ” هو خلق فرصة لكل شخص فى هذه المجموعة وبغض النظر عن خلفيته الثقافية او الاجتماعية، ان يعبر عن نفسه بأسلوبه فكل منا له الحق ان يترك اثرا حتى وان كان بسيط. كل منا له الحق ان يقول انظر اننى كنت هنا قبلك